فيتامين (ب 12) هو واحد من فيتامينات الـ(ب) الضروريّة للجسم للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية، فهو ضروري لعملية استقلاب الكربوهيدرات والدهون والبروتينات إلى طاقة.
والأهم من ذلك أنّ الجسم يحتاجه لتصنيع خلايا الدم الحمراء، فضلاً عن الحفاظ على نظام المناعة، وجعله يقوم بمهامه إلى أقصى حد، وبالإضافة إلى ذلك فإن فيتامين (ب 12) يُستخدم لتشكيل غطاء الحماية لجميع الخلايا العصبية في الجسم، وهو يسمى غطاء الميالين Myelin).)
وإنّ الكميّة التي يحتاجها الجسم منه صغيرة نسبياً، ولكنّها ضروريّة على أساس منتظم، ومع ذلك فإن الفيتامين (ب 12) من تلقاء نفسه ليس كافياً؛ إذ من الصعب على الجسم امتصاصه بسهولة.
ولمساعدة الجسم على امتصاصه تنتج المعدة عاملاً داخلياً يسهل من عملية امتصاص هذا الفيتامين، وهو موجود فقط في الأغذية الحيوانية مثل الكبد والبيض والأسماك واللحوم الحمراء، ويخزن في الكبد بكميات تكفي الشخص البالغ السليم المتوسط لمدة خمس سنوات، ولذا فإن نقصه نادر عند من يتناول اللحوم الحمراء والأصناف التي تم ذكرها.
وأما الأسباب في نقص هذ الفيتامين عند النباتيين الذين يحرمون على أنفسهم جميع منتجات الألبان والبيض واللحوم والأسماك، والسبب الآخر لنقص هذا الفيتامين هو وجود مشكلة تتعلق بامتصاص الفيتامين من الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم.
وحتى يتم امتصاص فيتامين (ب 12) يجب أولاً أن يتحد مع بروتين يتم إنتاجه في بطانة المعدة، ويسمى العامل الداخلي، وأما فيتامين (ب 12) فيسمى العامل الخارجي، وبعض الناس لا ينتجون ما يكفي من العامل الداخلي، وبالتالي فلا يستطيعون امتصاص ما يكفي من فيتامين (ب 12) من غذائهم،
ونظراً لدور فيتامين (ب 12) في صحة الجهاز العصبي فإن حالة نقصه الشديدة يمكن أن تسبب تلفاً للمخ والحبل الشوكي والأعصاب المحيطة، ومن الأعراض الناشئة عن تلف الجهاز العصبي الإحساس بتنميل أو وخز في اليدين والقدمين وصعوبة في حفظ التوازن، وكذلك الشعور بالارتباك والاكتئاب وفقد الذاكرة، وقد تشعر أيضاً بألم والتهاب في اللسان.
كما يمكن أن يؤثر نقص فيتامين (ب 12) على مستويات المكونات الأخرى للدم، مسبباً انخفاض مستويات خلايا البيض التي تساعد على مقاومة العدوى، وانخفاض مستويات الصفيحات التي تساعد على تجلط الدم.
وأما العلاج فإنه سهل،
عن طريق تناول مكمل بي 12 مع العامل المساعد عن طريق الفم ليتم امتصاصه بشكل جيد لعدة أشهر حتى يتم تخزين الفيتامين (ب 12) في الكبد، وينصح بتناول مصادر الفيتامين التي ذكرناها.